.(الاستاذ
فوزي بعلبكي- شؤون جنوبية-العدد12س2004)
تسميه العامة(تلة
العويذي)وفي المصطلح
القديم الطرف الأقصى
للجليل الأعلى؛يتمطى
بعجزه شمالا" مرحبا بصديقه
الليطاني؛يتوسل لصاحبه
بألا يسترسل في الهرولة
جنوبا"؛ فيضع النهر الكلام
على الرأس والعين؛ وينعطف
غربا" ليمنع عنا متاعب
الجيرة. يفاجئك عزوفه
عن التكبّر مع أن قامته-ما
شاء الله-وسع العين؛ فللتربة
كما للبشرسجاياها في
التنوع والمزاج ؛ ولولا
قرقعه قرقعة السلاح وأطماع
الغزاة والمستبدين ؛
لما خلع العويذي عنه مسوح
التبتـل وظلّ مستكينا"
لأحلامه كأبي الهول؛
استخدمه الانجليز خلال
الحرب العالمية الثانية
موقعا" للمراقبة والتهديف
؛ واحدثوا فيه طريقا" مرصوفة
غير معبدة (طريق العويذي
وحائط المونّس)؛ لتتمكن
آلياتهم من تسلق مرتقاه
الصعب؛ فكانوا أول من
رفع الحصانة عنه و عن ادمانه
التفرد؛فبقي الكسرمن
غير تجبير ليتبعه لاحقا
مسلسل آخر من التحصينات
والانشاءات العسكرية
المنوعة.
في خطط جبل
عامل:ذكره السيد محسن
الأمين في خططه مرتين
الأولى في الصفحة(718)
وهي لا تتعدى
السطر الواحد؛ والثانية
في الصفحة (326 )؛ وفيها يجري
الكلام على الموقع و هويته
كالآتي:"على قمة جبل عال
فوق قرية كفركلا في مرجعيون
؛ المشهور أن" فيه قبر الشيخ
بهاء الدين محمد بن الحسن
العودي العاملي الجزيني
تلميذ الشهيد الثاني.بمثـل
هذا الاختصار الموجز
قدم السيد الامين مقام
العويذي ؛ لكن على غير
عادته المستطابة في الاسهاب
؛بخاصة في أحوال المشاهدة
العيانية.
الى الجهة
الشرقية من استراحة القمة
المنبسطة نوعا" ما يوجد
ثلاث بلوطات تخرج من عروق
الصخر ؛والى الغرب منها
مباشرة (مشهد) بسيط مكعّب
الشكل تقريبا" ؛تعلوه
قبة متناسبة و حجم البناء
؛منظور اليهامن المناطق
الجنوبية القريبة اليها
؛ بابه في الجدار الغربي
وبداخله
ضريح فوق مصطبة تعلو(المزحلة)
التي تسمح للباب بلتحرك
نحو الداخل والضريح عبارة
عن متوازي المستطيلات
؛ لا يتجاوز عرضه المترونصف
المتر تقريبا"؛في حين
لا يشغل الطول المقام
برمته فهو ضريح عادي يفسح
في المجال بحرية الحركة
في داخله ؛
يعلوه (جملون)بناصيتين
على جانبيه الشمالية
و الجنوبية ؛ وجهة الجميع
بما فيها القبر نحو
القبلة؛
والى الغرب من البناء
المقبب فسحة فضائية متسعة؛
وعلى موازاتها تماما"-الناحية
الشمالية- بنيان فسيح
غير مسقوف عليه امارات
الكبر وسيماؤه أكثر من
الضريح .ويوجد بئر ماء
بجانبهم.
التحقيق
صحيح ان (جيمس
فريز) لم يزر مقام (النبي
عويذي)-كما تسميه العامه-
الا ان وصف الهياكل الكنعانية
الموجودة في فلسطين يطابق
تماما" ووصف مقام العويذي
( انظر-جيمس فريز- الفولكلور
في العهد القديم)
يتحدث فريزر
عن هياكل العراء المقامة
عادة بالقرب من شجرة (تريبنتين)-
شجرة البطم-أو بلوطة دهرية
منفردة ؛ نادرا"ما تكون
بشكل غابة أو دكن ؛ كما
يتكون من ارض مسيّجة ؛
عبارة عن غرفة كبيرة مستطيلة
ومفتوحة نحو الفضاء ؛
بابها الوحيد لجهة الطول
؛ وفي داخل الهيكل حجر
مقدس (بتيل)أو(بيت ايل)-أي
بيت
الاله ايل-
يعتبرمذبحا" للتقدمة
؛ وكذالك بئر ماء غير جارية
للتطهّر.
هذه البيوت
كانت شائعة بكثرة في العهد
الكنعاني –اعتـقد أن
هيكل العويذي بصورته
الراهنة من الهياكل الكنعانية
النادرة في لبنان-وقد
تحدثت نها التوراة كثيرا"
لشيوعها اّنذاك و تسميتها
العبرانية(باموت).
بنظرة فاحصة
ومدققة يظهر جليا" أن البنائين
(الضريح و الهيكل) لا يعودان
الى الفترة العمرانية
ذاتها ؛ بل
انهما شيّدا
على مرحلتين متفاوتتين
زمنيا" يكشف ذلك اشكال
الحجار والوانها في كلاالبنائين
(الضريحوالهيكل)
لا يعودان
الى الفترة العمرانية
ذاتها ؛ بل انهما شيّدا
على مرحلتين متـفاوتتين
زمنيا"؛ يكشف ذالك أ شكال
الحجار والوانها في كلا
البنائين ؛ ومن نوعية
الملاط (المونة) الماسك
للمداميك ايضا" ؛ ففى حين
تميل حجار الهيكل الى
السمرة الداكنة بنتيجة
تأكسد ثاني أكسيد الكربون
الموجود في الهواء مع
الندى و الحجارخلال فترة
مديدة من
الزمن ؛ تبدو حجار الضريح
أفتح وأقل سمرة من الأولى.تبقى
وضعية القبرالمخالفة
لطريقة دفن المسلمين
الشائعة ؛ وضع رأس
المسجى عند الدفن لجهة
الغرب ؛ نرى بالمقابل
وجهة الضريح مخالفة لما
هو شائع .
في اللغة:
الاسم عويذ
–بدون ياء النسبية- اسم
شائع بين القبائل العربية
قبل الاسلام ؛خاصة في
النقوش و المخربشات الصوفية
التي ظهرت مؤخرا"؛كما
أنه اسم علم لقبيلة مرموقة
المركز بين القبائل مرهوبة
الجانب وغنية بجاهها
ورجالها؛ لهاامتدادها
الواسع جغرافيا" بدا" من
النمار وجبل سيس وعساوي
والزالف وقبر ناصر في
الشام ؛ مرورا" بالجاثم
والاتشفايف (H5)والتابلاين
والبرقع وصولا" الى قاع
الغول وقاع العبد في الاردن؛
كما ورد أيضا"
اسم علم على الأفراد في
لغات الثموديين واللحيانيين
والسبائيين والأنباط
؛ نكتفي بنقش واحد
(ذن عذ بن
قاس وحبيبته بنت لخمت)
وترجمته (هذا عويذ بن قوس
وحبيبته بنت لخمه)-الأب3-(نقلا"
عن الروسان-القبائل الثمودية
والصوفية ص84) .
ودليلنا
على قوة "عويذ" ومنعتها
اتخاذها لإله خاص بها:هو
الإله "جد عويذ".وجد إله
سامي ورد
في النقوش الصفوية بصورة
متمادية (ربما تكون كلمة(god)الإنكليزية مستخرجة
من اللفظ السامي القديم),
وهو إله الحظ والقسمة
والنصيب (أنظر د. أنيس فريحة_معجم
أسماء المدن والقرى اللبنانية,ص2).والدليل
الأخر على قوة شكيمتها
تمردها على الرومان والأنباط:(سنت
مرد ال عوذ على النبط lp4).و(سنت مرد ال عوذ على
الروم C1292).ذكرها
– رينيه ديسو –أكثر من
مرة (العرب في سوريا قبل
الاسلام ،ص 141،وص 160)،وذهب
الى ان القبيلة كانت تتعبد
للاله جد –كما سبق ذكرة-ولغيرة
من الالهه ،وابلغ نقش
يعرفنا بالهتنا هو النقش
(lp342)-(هنا بن شريك
بن ملحم ...فيا جد عوذ ودشر
واللات احم القبور من
الاعداء)،وكانت سدنتة
من ابناء القبيلة فنسب
اليهم وعرف ب(جد عوذ)او
(جد عويذ). وذكر الدكتور
"جواد على" في مفصله(م6،ص323)هذا
الاله ايضا"،منبها الىان
نسبة الارباب الى القبائل
او العشائر او السدنة
الذين يخدمونها سنة متبعة
بين العرب قبل الاسلام
.بعدة قام الأستاذ محمود
الروسان بتجميع اكبر
عدد ممكن من النقوش التي
تذكلر هذه القبيلة ،وقسمّها
الى ثلاث اقسام :
1-نقوش كتبها
أبناء القبيلة ذاتها
وهي عشرون نقشا".
2- نقوش كتبها
أعداؤها وهي اثنان :(سنت
نجى من نمرة هـ سلطان على
آل عوذ)"lp546"و(سنت
قنص الملك آل عوذ)"مح546".
3-نقوش كتبها
أشخاص ذكروا أنسبائهم
وما حصل لقبائلهم مع قبيلة
عويذ ان لجهة الحرب او
لجهة السلم او الثورة
وهي اربعة ،مثل( سنت حرب
آل عوذ آل بعد)"c2577" و(سنت آل عوذ آل صبح)
"nst3".
أظهرت النقوش
الواردة اعلاه ان قبيلة
"عويذ" كانت في حالة حرب
مع قبائل "بعد" و "صبح" و "نعمانأو
نعم ال"ولم تذكر النقوش
أي صدام بين هذه القبيلة
وبين قبيلة "ضيف" ما يوحي
بان حلفا" كان بينهما .من
ابرز خطوطة الاله المشترك
"جد عويذ" ومن القبائل التي
عبدتة ايضا"قبيلة "طي" و"قمر"و
"سالم" و "شام" و"نغبر" و"هذر".وكثيرا"ما
يترافق-في النقوش-وجود
الاله جد مع اللات ومع
الاله ذي الشري.(الروسان-ص321).
بين الهيكل الكنعاني
والاله القبلي
ما أضهرته
الحصيلة أن الاسم "عويذ"
الذي تنسب العامة الجبل
اليه ليس فيه تصحيف أو
تحريف ، وقد اكدت النقوش
الواردة أعلاه صحة النسب
دون لبس أو ابهام ، ولكن
من جهتنا ،يخامرنا شك
في رد هذه النسبة وتقليبها
المحير :ألى الموقع أم
الى الهيكل أم الى الضريح
،هل كانت قبيلة عويذ تحمي
الموقع في نجعتها لمواشيها
لذا ردّت العامة نسبتة
اليها فقيل :جبل العويذي
،ام أن الضريح هو لشخص
من هذة القبيلة له سأنة
مات ودفن هناك ، وليس له
صلة بالتالي مع الهيكل
،أو ان الهيكل هو البيت
التي كانت تتعبد فية قبيلة
عويذ ، واخيرا" هل من صلة
بين الهيكل الكنعاني
وبين الاله القبلي "جد
عويذ".
من الثابت والمؤكد
تاريخيا" أن أسماء الأمكنة
_بخاصة قنن الجبال العالية
_ كانت موقوفة لسكن البعول
، والصراع الدامي بين
بين الاله "بعل" كما في المثلوجيا
الكنعانية –كان بسبب
بناء هياكل ل "بعل" على رؤوس
هذة القمم .وقد عثر على
نقش رقم "wsij1008" يذكر فية صاحبه أنه
"شتى"في بيت عويذ (وشتى هـ
بيت عويذ): والمقصود بالفعل
"شتى " قضاء فصل الشتاء هناك
،وكلمة بيت المكان المخصص
لتقديم الأضحية .ولا ندري
ما اذا شتى هذا الصفوي
في مكاننا هذا.